هذه المشاركة فيها مجموعة صور ومشاهد من بيروت، وهي تأتي بعد الحادث الأليم الذي وقع في بيروت من يومين، مدمّرا الكثير من معالمها الجميلة ومهدّما آحلام الكثير من ناسها.
مجموعة الصور هنا تعبّر عن نواح مختلفة من هذه المدينة الغنيّة بتاريخها وتراثها ومغامراتها، وباحتضانها للثقافة وإصرارها على الحياة.. الصور خيارات شخصيّة ولا يوجد منطق صلب لاختيارها، ولكنّها (أعتقد) معبّرة وجميلة .
معرض بسيط ، ومناسبة لتأمّل بصريّ ، قد يكبر فيما بعد. مع الصور بعض المعلومات عنها.
جبران خليل جبران على ال 100 ألف ليرة – رسم يزن حلواني ، صورة زينة نجّار
صور ومشاهد
الروشة — “.. كأنّها وجه بحّار قديم”
بيروت في الليل – صورة حديثة
لوغو جميل ومبدع (حنان كاي) : معرض بيروت الدولي للكتاب
رأيت مرّة ملصقا عن بيروت ، فيه صورتان واحدة مدمّرة وواحدة بعدما بُنيت بعد الحرب، وقد كُتب : “دُمِّرت ألف مرّة .. وعادت ألف مرّة” . للأسف لم أتمكّن من إيجاد نسخة منه لإضافتها هنا
تمثال الشهداء في وسط بيروت خلال الحرب – عام 1982
صورة للاحتفالات في وسط بيروت
مبنى “البيضة” الغريب في وسط بيروت : جزء من أوّل مول في الشرق الأوسط (مشروع “السيتي سنتر – 1965) وليس سينما فقط
جداريّات وغرافيتي
على جدران بيروت المختلفة، وفي مختلف المناطق والشوارع (وخاصة شارع الحمرا) مجموعة كبيرة ورائعة من أعمال الغرافيتي والخط والجداريّات، وهنا بعض منها ..
ملاحظة : كتبنا عن فن الكاليغرافيتي هنا من قبل – الرابط : هنا
غرافيتي – صباح
غرافيتي في شارع الحمرا (رلى عبده) – إميلي نصرالله وهوغيت كالانطائر الفينيق في شارع الرميل (أشكمان)
جدارية الفنان التشيلي “إنتي” في شارع الحمرا
طبعا هناك مساحة لمحبّي الطرب الأصيل
معالم أخرى :
حرش بيروت – قرب مدخل المدينة الجنوبي
المتحف الوطني في بيروت قرب مضمار سباق الخيل ومتحف المعادن — من معالم السياحة الثقافية في العاصمة
الإنفجار
منطقة مرفأ بيروت – قبل وبعد انفجار العنبر رقم 12 – الدمار الكبير
(بدأنا بجبران ، ونختم معه) أطلّ جبران من أحد المباني التي تهدّمت واجهتها في الانفجار
فن يجمع بين الخط العربي “كاليغرافي” و فن “الغرافيتي” : عن “الكاليغرافيتي” … تاريخ.. عناصر.. الاستخدام السياسي الاجتماعي.. و دوره في تجميل البيئة الحضارية
في يوم من الايام كان هناك شيء يسمى الخط العربي
كان جميلًا ومتنوعًا للغاية وكان عملا فنيًا في حد ذاته
قضى الناس سنوات في إتقان تقنياته و أسراره
و هذا الخط لم يتخلّ أبدًا عن جماله مقارنة بخطّ أي لغة أخرى
مع كل خط منحن كان هناك قصة سعادة ، ألم ، خسارة ، إنتصار…
يقص لك عن حضارة عربية عريقة بمسيره
في الجانب الآخر من العالم ، كانت هناك رسومات على الجدران تدعي غرافيتي
نوع أكثر حداثة من الفن
جريئة ومتمردة
لا تطلب إذن أحد لتكون
تركت علامة في قلب كثير من المدن
من روما إلى باريس عامصة الحب، ومن اليونان الى الولايات المتحدة…
طافت العالم ولم تترك جدارا بدون ألوان
وعن طريق القدر ، كان من المقرر أن يلتقي الفنان، وبمجرد أن التقيا
ولد شكل جديد من الفن “كاليغرافيتي”
تظل القدرة على إنشاء حرف عربية فاعلة وموثّرة ، دون التضحية بجوهر اللغة ، تحديًا كبيرًا ، ولكن الخط والرسم على نحو ما كانا المزيج المثالي لأنهما لم يتغلبا على بعضهما البعض ولكنهما اختارا التعايش في وئام
عن تاريخ الكاليغرافيتي
يقال أنها نشأت في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في الخمسينيات من القرن الماضي ، حيث بحث الفنانون المحليون عن لغة بصرية تعبر عن ثقافتهم وهويتهم ، لذا قاموا بدمج الحروف العربية كرسومات في الفن.
كاليغرافيتي في مصر
بحث العديد من الفنانين العرب عن طريقة لدمج الحروف العربية في فنهم ، فنانين مثل إيتل عدنان (لبنان) ، رمزي مصطفى (مصر) ، شاكر حسن السعيد (العراق)
عناصر الكاليغرافيتي
تندمج العناصر المختلفة معًا لإنشاء فن الكاليغرافيتي وبعضها، وهي تعبّر عن مجموعة من المتناقضات والهواجس ، ومنها :
يتم استخدام الكاليغرافيتي للتعبير عن رسالة من خلال الفن ، وفي كثير من الأحيان تكون هذه الرسائل سياسية واجتماعية ومثيرة للجدل تشكك في “معيار المجتمع” وأيديولوجياته ، وهي بنفس الوقت نوع مميّز ومُتشارك من الفنون، قادر على جذب انتباه الأشخاص الذين يمرون. كما أنه قد يساهم برفع مستوى الوعي حول مختلف القضايا الاجتماعية مثل حقوق المرأة
لماذا يمكن اعتبار الكاليغرافيتي “غير قاتوني”؟
ببساطة بسبب لغته الاستفزازية. قد تكون الرسائل وراء اللوحة متطرفة أحيانا. وفي بعض الأحيان يتم تغريمك إذا تم القبض عليك ، لعدم الإخلال بالتعايش الاجتماعي وإلحاق الضرر في الممتلكات العامة.
دور الكاليغرافيتيفي تجميل البيئة الحضارية
فن الكاليغرافيتي في المغرب
يُنظر إلى الكاليغرافيتي كأداة لتجميل المجتمعات والأحياء الحضارية ، فالفن دافع لإعادة ابتكار الأماكن الفقيرة لتبني حياة جديدة في المدينة حتى لو كانت تبدو وكأنها مجرد ألوان على الحائط… كذلك قد يشكّل مساحة للإبداع والتعبير والمشاركة، ولاستكشاف اهتمامات جديدة ومختلفة.
الكاليغرافيتي و السياحة
هل تعلم أنه يمكن استخدام الكاليغرافيتي كاستراتيجية سياحية؟
عينك في عيني بدك تقنعني اذا شفت هيك منظر ما بتروح لتتصور؟
إنه ترند جديد! أو عل قليلة كان ترند قبل كورونا :\
“تعتبر الكاليغرافيتي شكلا من أشكال الفن السائد في تحسين أو تنشيط المناطق المهملة من المدن التي كانت تعتبر مناطق ميتة ، والأشخاص يسافرون الآن إلى مدن ربما لم يفكروا في السفر إليها لغناها بمختلف الأنواع الفنية. يجد الفنانون أماكن ومنافذ جديدة للتعبير عن أنفسهم وكسب لقمة العيش من عملهم “
هو محمد أمل فهيم أبو القسام محارب دنقل. ولد أمل دنقل عام 1940م في أسرة صعيدية بقرية القلعة ، وقد كان والده عالماً من علماء الأزهر الشريف مما أثر في شخصية أمل دنقل وقصائده بشكل واضح
ورث أمل دنقل عن والده موهبة الشعر فقد كان يكتب الشعر العمودي، وأيضاً كان يمتلك مكتبة ضخمة تضم كتب الفقه والشريعة والتفسير وذخائر التراث العربي مما أثر كثيراً في أمل دنقل وساهم في تكوين اللبنة الأولى لهذا الأديب. فقد أمل دنقل والده وهو في العاشرة من عمره مما أثر عليه كثيراً واكسبه مسحة من الحزن تجدها في كل أشعاره.
عمل أمل دنقل موظفاً بمحكمة قنا وجمارك السويس والإسكندرية ثم بعد ذلك موظفاً في منظمة التضامن الأفروآسيوي، ولكنه كان دائماً ما يترك العمل وينصرف إلى كتابة الشعر. كمعظم أهل الصعيد، شعر أمل دنقل بالصدمة عند نزوله إلى القاهرة أول مرة، وأثر هذا عليه كثيراً في أشعاره ويظهر هذا واضحاً في اشعاره الأولى.
مخالفاً لمعظم المدارس الشعرية في الخمسينيات استوحى أمل دنقل قصائده من رموز التراث العربي، وقد كان السائد في هذا الوقت التأثر بالميثولوجيا الغربية عامة واليونانية خاصة. عاصر امل دنقل عصر أحلام العروبة والثورة المصرية مما ساهم في تشكيل نفسيته وقد صدم ككل المصريين بانكسار مصر في عام 1967 وعبر عن صدمته في رائعته “البكاء بين يدي زرقاء اليمامة” ومجموعته “تعليق على ما حدث “.
عبر أمل دنقل عن مصر وصعيدها وناسها، ونجد هذا واضحاً في قصيدته “[الجنوبي]” (وهي آخر قصائده) في آخر مجموعة شعرية له “أوراق الغرفة 8″، حيث عرف القارئ العربي شعره من خلال ديوانه الأول “البكاء بين يدي زرقاء اليمامة” الصادر عام 1969 الذي جسد فيه إحساس الإنسان العربي بنكسة 1967 وأكد ارتباطه العميق بوعي القارئ ووجدانه.
أصيب امل دنقل بالسرطان وعانى منه لمدة تقرب من ثلاث سنوات وتتضح معاناته مع المرض في مجموعته “أوراق الغرفة 8” وهو رقم غرفته في المعهد القومي للأورام والذي قضى فيه ما يقارب الأربع سنوات، وقد عبرت قصيدته السرير عن آخر لحظاته ومعاناته، وهناك أيضاً قصيدته “ضد من” التي تتناول هذا الجانب، والجدير بالذكر أن آخر قصيدة كتبها دنقل هي “الجنوبي”.