تاريخ اللغة العربية
تُعد اللغات السامية فرعًا من عائلة اللغات الأفرو آسيوية، وهي شائعة في شمال إفريقيا وجنوب غرب آسيا. وتعتبر اللغة العربية الكلاسيكية من اهم اللغات السامية.
هناك العديد من النظريات المتضاربة حول اصل اللغة العربية و نشأتها، وهناك الكثير من الإكتشافات والنقوش التي قد تدلّ على مراحل تطوّر وتغيّر اللغة. اكتشف فريق من العلماء السعوديين – الفرنسيين نقشا كتب بالابجدية العربية في موقع يقع بالقرب من نجران في المملكة العربية السعودية. يعود هذا النقش لعام 470 ميلادي.
ولطالما اعتبرت اللغة العربية ركنا اساسيا من اركان التنوّع الثقافي للبشرية من قبل منظمة الاونيسكو. حيث ساهمت اللغة العربية في تأسيس و نشر العديد من العلوم و الفنون و الاسس التعليمية التي لا تزال تعتبر مهمّة الى يومنا هذا, و قد ادت الى تغيير أساليب الكثير من العلوم من الشعر, الهندسة, الطب, والفلسفة و نقلها الى مختلف الحضارات عبر التاريخ.
.تعّد اللغة العربية من اكثر اللغات انتشارا في العالم, اذ ينطق بها ما يزيد عن 300 مليون نسمة يوميّا
( هذا على أقلّ تقدير، إذ تتخطّى بعض التقديرات عتبة ال 400 مليون )
اليوم العالمي للغة العربية
ولعل هذه الاسباب ليست كافية, و لكنها دون ادنى شك ساهمت في تكريس اليوم الثامن عشر من كانون الاوّل من كل عام للاحتفال بيوم اللغة العربية. و يعود اختيار هذا التاريخ الى قرار الجمعيّة العامة للامم المتحدة في عام 1973 بجعل اللغة العربية لغة رسمية سادسة الى جانب اللغة الانجليزية و الفرنسية و غيرها…
وقد وقع ايضا الاختيار على جعل اللغة العربية والذكاء الاصتناعي موضوعا لاحتفالات اليوم العالمي للغة العربية لعام 2019. بحيث ينطوي تحتها العديد من المناقشات اتي تدور حول اهميّة الذكاء الاصتناعي في الحفاظ على اللغة العربية و ازدهارها و على مسائل متعلّقة بحوْسبة اللغة العربية.
فقد قام الحساب التويتر الرسمي لليوم العالمي للغة العربية بتحدي أليسون كنغ الناطقة باسم الحكومة البريطانية في الشرق الاوسط و شمال افريقيا لنطق بعض العبارات الصعبة باللغة العربية التي اقترحها المتابعون. وبالرغم من صعوبة الجُمل المطروحة الا ان أليسون لم تستسلم ونشرت هذا الفيديو الطريف
تحديات اللغة العربية
لكن الجدير بالذكر ان اللغة العربية تواجه الكثير من التحديات حاليا. فهي تشهد تراجعا شديدا في عالمنا العربيّ مع التطورات و الاختراعات العلميّة الحديثة. مما ادى الى هيمنة اللغات الاجنبية الاخرى في مجمل التقارير و الابحاث. هذا بدوره جعل من الصعب مواكبة المصطلحات العلمية الجديدة و ترجمتها الى اللغة العربية. كما ان قلّة المساهمة العربية في الفنون, اللآ داب, و المسرح جعل العديد من الشّبان و الشابات يتوجّهون الى الفنون الغربية عوضا عنها. كلّ هذا ادّى بدوره الى زيادة الاندفاع نحو تعلّم اللغات الاجنبية و تفضيلها في بعض الاحيان عن اللغة العربية.
يبقى ايجاد الحلول لهذه المشاكل على عاتق العرب. فبدلا من القاء اللوم على اللغة العربية و مناهجها القديمة, على كبار العلماء و المؤرخين بذل جهود لصون اللغة و تعزيزها. كما ان هناك العديد من الدول العربية تعمل على الحفاظ و ازدهار اللغة العربية. فالمملكة العربية المتحدة عملت على جعل اللغة العربية اللغة الرسمية في جميع الهيئات و المؤسسات الفدرالية في البلاد. كما انها تبذل جهودا لتعليم اللغة العربية للاجانب و لاستضافة مؤتمرات تهدف لتعزيز اللغة سنويّا.
هناك علاقة قويّة بين تفوّق الشعوب وازدهار لغاتها ، ولعّل تراجع اللغة بالاساس يكمن بتراجع العرب الذين لطالما اعتبروا من الروّاد في مختلف المجالات و الحقول. و قد يبقى حماية اللغة و الحفاظ عليها واجبا ملقى على عاتقنا قبل ان يفوت الاوان و تصبح لغة منسيّة.
حافظ إبراهيم واللغة العربية
يصّور الشاعر حافظ ابراهيم تراجع اللغة العربيّة بطريقة تمزج الأسى بالطرافة، فيقول
أرى كلَّ يومٍ بالجَرائِدِ مَزْلَقاً
مِنَ القبرِ يدنينِي بغيرِ أناة
وأسمَعُ للكُتّابِ في مِصرَ ضَجّة
فأعلَمُ أنّ الصَّائحِين نُعاتي
أَيهجُرنِي قومِي-عفا الله عنهمُ
إلى لغة ٍ لمْ تتّصلِ برواة
من يتحمل المسؤولية؟
وهذا يجب ان يجعلنا نفكر قليلا بيننا وبين انفسنا ونسأل لماذا اصبحنا هكذا؟ لماذا وصلنا الى هذا الحد من عدم الاهتمام باللغة العربية وعدم التكلم بها بين الاجيال الجديدة فاصبحت اللغة الانجليزية وغيرها من اللغات المختلفة اللغة الرسمية بين مختلف الاجيال واللغة العربية منسية ككتاب وضع في رفوف الغرفة ننظر اليه والغبار عليه فقط من بعيد, اهو بسبب مدرسيها؟ ام هو بسبب اسلوب تدريسها في المدارس, الجامعات وغيرها من المؤسسات التعليمية ام ان وسائل الاعلام التي تدير بشكل كبير اسلوب تغير حياتنا و تفكيرنا , والسؤال الاهم من ذلك كله ما هو الحل لهذه المشكلة الكبيرة وكيف يمكن تطبيق حلها ؟ فاللغة كالوطن ان لم تهتم به وتعتز به اينما كنت فاعلم انك مهان لا كرامة لك اينما كان, اللغة كنز جميل تحافظ عليه وتهتم به وتحارب من اجله, فمن تعلم لغة قوم امن مكرهم , وكما يقول الشاعر ابيات تغزل باللغة العربية
لا تلمني في هواها
انا لا اهوى سواها
لست وحدي افتديها
كلنا اليوم فداها
نزلت في كل نفس
وتمشت في دماها
فبها الام تغنت
وبها الوالد فاها
وبها الفن تجلى
وبها العلم تباها
كلما مر الزمان
زادها مدحا وجاها
لغة الاجداد هذي
رفع الله لواها
فكما ترى حتى اقوى شعراء العرب واكثرهم حدة في اللسان يتغنى ويتغزل باللغة العربية وكأنها محبوبته! على ماذا يدل هذا؟ هذا يدل على اهميتها وعظمتها ..الكثير من المفكّرين والعلماء العرب نبّهوا إلى أهميّة الحفاظ على اللغة والإفادة منها !! لماذا لا نفعل ذلك وندرك اهميتها ونعمل على إحيائها وإغنائها..؟
ما هي برأيكم أهمّ المشاكل التي تواجه اللغة العربيّة و تمنع تطوّرها؟ وماذا يمكننا أن نفعل (عمليّا \ كأفراد) ؟
شاركونا رأيكم ، لنضيف بعض الآراء هنا
شكر خاص للأصدقاء @basmazeinab و @ahmad.lshiekh على مساهمتهم