نسخ… لصق… نشر…

لماذا يكثر النسخ واللصق، ويندر المحتوى العربي الغني على الإنترنت ؟؟

عندما تطوّر اهتمامي باللغة العربية, بدأت اركز اكثر على المحتوى العربي على الانترنت, سواء ان كان على تطبيقات التواصل الاجتماعي او “Google” و بدأت الاحظ مشاكل لم تكن لدي فكرة عنها

قد لا يكون الأمر صدمة بالنسبة للبعض ، ولكن المحتوى العربي يبلغ حوالي 3٪ على الانترنت رغم أن المتحدثين باللغة العربية يفوق عددهم 400 مليون (على الأرجح أكثر بكثير إذا احتسبنا المتحدّثين بها كلغة غير أصليّة) و رغم ان 67.2٪ من سكان الشرق الأوسط هم من مستخدمي الإنترنت.

ميزان للمتكلمين باللغة العربية و المحتوى العربي على الانترنت
meme

أنا الآن لست هنا لفرض رأيي ولكن هناك شيء غير منطقي

لا يمكن تجاهل قلّة المحتوى باللغة العربية على الإنترنت ، وهذا بحاجة إلى التغيير

في يوم تمامًا كأي يوم آخر كنت أبحث فيه عن أفكار جديدة للمدونة لأكتب عنها ، أردت أن أعرف ما يشجع الناس للقراءة وما هو جديد في العالم العربي.

لقد قمت بالتصفح والتصفح من موقع إلى آخر ، فقط لأكتشف أن معظم مواقع الويب تتحدث عن نفس الموضوعات. الأمر الذي جعلني أفكر هل انعدم وجود ما يكفي من الأشياء المثيرة للاهتمام التي تحدث في العالم العربي للتحدث عنها؟ نحن العرب هلقد مملون؟

stitch sticker

تعمقت في الأمر ، وأدهشني وجود بعض التحركات والفعاليات والمشاريع البارزة التي لم يتم تسليط الضوء عليها.

فسألت نفسي لماذا؟ لماذا تتحدث المواقع عن نفس الأشياء اذا عند وجود مواضيع متنوعة؟ والأهم من ذلك لماذا ينسخون المحتوى من بعضهم البعض؟ شو هل مسخرة؟

أجد مئات المقالات التي تتحدث عن معنى هذا المثل التقليدي او معنى ذاك, و ليس مقالات كافية عن شباب البلاد و انجازاتهم عن الكفاح من اجل المساواة عن افكارهم و اختراعاتهم لمساعدة الآخرين.

انا لا اهتم لمن تزوج خلال ازمة كورونا او كيف التقطوا صور الزفاف بالكمامات و القفازات. بعض المواقع تعرف بالتاكيد كيفية جذب المستخدمين من خلال النميمة. و نصف الاخبار غير دقيقة و اشهر من بعض المدونات ذات القيمة

sticker

شعرت بالصدمة عندما اكتشفت أن بعض المدونات تقوم فقط بنسخ المحتوى و بلصقه, قد يضيفون فقط بعض الصور أو صفحة غلاف جديدة لجعلها تبدومبتكرة لكن المحتوى بيخلق من الشبه اربعين متل ما بقولوا. أنا لست هنا لأفضحهم ولا أذكر أسمائهم (لان اغلبكم يعرفونهم اصلًا).

أنا هنا لأتحدث عن مشكلة نقصان وجود المحتوى العربي المبتكر باللغة العربية على الإنترنت. (لست اعمم, فهناك مدونات ومواقع بمحتوى و اسلوب رائع).

اذا كنت تقرأ او تبحث عن مدونات عربية ، فمن المحتمل أنك لاحظت ما لاحظته أيضًا. بماذا كنت تفكر عندما لاحظت التشابه؟

بالنسبة لي فقدت الاحترام لبعض المواقع الإلكترونية حيث لم أر أي إبداع ولا إبتكار. فقط لأنك تستطيع عمل شيء ما ، فهذا لا يعني أنه يجب عليك ذلك. أراهن أنه ليس ممتعُا ان يُعرّض المحتوى الخاص بك للنسخ دون علمك و دون الاعتراف بك؟

أنا أيضًا شعرت وكأن الامر كله احتيال بطريقة او بأخرى. يخدعون القرَاء لتصديق ان المحتوى مبتكر و غير منقول.

ماذا لو رأى القارئ المحتوى المسروق من المصدر 1 ثم عثرعلى المصدر الأصلي لاحقًا ، فمن المحتمل أن يفترض أن المصدر الثاني سرق المحتوى وهذا يمكن أن يُحدث الكثير من الضرر لصورة الموقع ومصداقيته.

وهذا مجرد مثال واحد

هل هذه المواقع لا تخضع لحقوق الملكية؟ يجب أن تخضع حقوق النسخ للحماية بموجب القوانين التي تطبقها الحكومة, لكن هل هذا الواقع على الارض؟ هل تأخر تطور القوانين لتشمل عالم الانترنت هو السبب الرئيسي لهذا الاهمال؟ و إذا كان كذلك من يحمي حقوق المبدعين الحقيقيين؟

قانون حماية الملكية
يتم حساب المدة من تاريخ وفاة المؤلف

القانون يحمي حقوق الملكية سواء كان ذلك عبر الإنترنت أو غيره, لذلك تطبق الاحكام ذاتها و التي هي كالآتي: الاعمال تحت حماية حقوق الملكية طوال عمر المبدع + فترة سنين إضافية تختلف من بلد لغيره

لكن عند انتهاء صلاحية حقوق النسخ، يكون للجمهور الحق الكامل في نسخ المحتوى ومشاركته وتنزيله. لذلك لا يمكننا ان نلقي اللوم على القانون, فمن يتحمل المسؤلية و الى من نلجأ؟

يمكنك دائمًا تقديم شكوى للمطالبة بحقوق الملكية الفكرية للمحتوى الخاص بك و تساعدك “WIPO” (المنظمة العالمية للملكية الفكرية) بذلك, فهي تعتبر من اهم المنظمات التي تدافع و تنشر الوعي عن حقوق الملكية الفكرية

اذًا يمكن ان نستنتج ان المشكلة مشكلة رقابة منعدمة, لا يمكنك تقديم شكوى إلا إذاعلمت أنّ المحتوى الخاص بك يُستخدم بدون مرجع ، ومع مقدار المحتوى على الإنترنت ، ما هي فرص اكتشافك ذلك؟

إذا فكّرنا بالموضوع أكثر.. ما قد يكون المسبّب لهذا؟ هل الرغبة بالربح السريع وخلق كمّيّة كبيرة من المحتوى لجذب الكثير من القرّاء ، ثمّ التمكّن من الإستفادة من عائد إعلاني؟ هل يصعب أحيانا العثور على مساحة محدّدة للإبداع والكتابة في مجال معيّن؟ هل اعتدنا الّا نعطي أهمّيّة للرأي الفردي؟

بعض الأسباب المحتملة قد يكون اجتماعيّا، وبعضها ثقافي ، أو اقتصادي ، وغير ذلك..

الإبداع هو ما يجعلنا بشرًا ، وأعلم أن البعض قد يقول “أنا لست شخصًا مبدعًا” أو “لا يمكنني خلق محتوى لست موهوبًا بما فيه الكفاية” ولكن هذا ليس صحيح.

لقد ولدنا جميعًا مبدعين ونستخدم هذا الابداع كل يوم. طريقتك في حل مشكلة هو أحد الأمثلة على الإبداع ، وجميعنا لدينا مشاكل ، أليس كذلك؟ لكن هذا الإبداع يُقتل فينا غالبًا، بسبب بعض قواعد وأنظمة المجتمع الجامدة والقاسية. المجتمع الذي يمدح أي شخص يخضع لتلك القواعد ويحكم على الآخرين لإختيارهم التعبير عن أنفسهم بشكل مختلف.

هل لا يفهم البعض أن للإبداع دورًا حاسمًا في تربية المفكرين، والأشخاص الذين لن يقوموا فقط بالاسهام في المستقبل بل سيعملون على خلق واحد أفضل.

وجزء من التعبير عن هذا الإبداع يتم من خلال التعبير عن الذات. “انا افكر ، اذا انا موجود”. جزء من كونك إنسانًا هو التعبير عن الأفكار والآراء والمعتقدات ، وهذا لا يجب أن يكون محدودًا لمجرد وجودنا على الإنترنت. على العكس من ذلك ، تعد المنصات على الإنترنت أفضل الوسائل وأكثرها فاعلية للتأكد من أن رايك مسموع، مرغوب، وانه ليس وجهة النظر الوحيدة.

أنا شخصياً لا أخشى أن أعبر عن نفسي وعن ما أعتقد ، إنه رأيي ويمكنك إما الاتفاق معه أو احترامه. نحن نتعلم من خلال المشاركة

هل نريد حقًا أن يكون المحتوى العربي الموجود على الإنترنت مكررا؟ من دون وجود رأي أو اية قيمة مضافة؟ اذا كنت لا تريد ذلك ، فساعدني في تغيير الواقع. تواصل معنا عبر اي طريقة (سأكتب بعض الطرق أدناه) ونحن على استعداد لتقديم منصتنا للتأكد من ان صوتك مسموع

العبرة تبقى ، أنّنا لا يمكن أن نخلق محتوى مفيدا في نظام مستدام يشجّع على الإبداع بدون مشاركة فرديّة كثيفة… المسؤوليّة هي على الجميع في البحث والكتابة والتعبير عن الرأي، وإغناء وجود اللغة العربيّة ومحتواها على الشبكة.. وهنا مربط الخيل .

أنا أدرك أنّ مشكلة المدوّنات هي جزء صغير من مشكلة المحتوى العربي على الإنترنت ، ولكن ربّما أمكننا البدء من مكان ما..

في نهاية المطاف ما اراه هو انه لا يتوجب على المدونات نسخ و لصق المتحوى, اذا ارادوا ان يتناولوا الموضوع ذاته (وهذا ليس خطأً على الإطلاق ، بل على العكس من ذلك فإنه يغني و يعطينا وجهات نظر مختلفة) فلا بدّ من إعادة كتابته باسلوبهم الخاص او اضافة منظور جديد اليه .. هذه قد تكون نقطة بداية عمليّة ..

للتواصل معنا:

  1. حساب الانستغرام: @klmon_net
  2. حساب الفيسبوك: @klmon.net

للمراسلة

سنردّ بأسرع ما يمكن ..


ماذا يمكن أن نفعل ؟

شكرا على اقتراحاتكم ومساهماتكم


:) تجربتي مع العربية بالعربي

لم أكن أبدًا شخصاً يقرأ أو يكتب باللغة العربية. لا تفهموني خطأ ، فأنا لبنانية ولدت وترعرعت في لبنان وأستطيع التحدث والكتابة باللغة العربية ، لكنني لم أتصل مطلقًا بهذه اللغة خلال سنواتي الماضية.

أثناء صغري كطفلة كنت تجدني دائمًا أشاهد قناة ديزني ، حتى قبل أن أتحدث ركّز اهلي على تعلمي لغة أخرى غير لغتي الأم لأنهم كانوا يعلمون أنني سأتعلم اللغة العربية في المدرسة ومن خلال الحياة.

بنت صغيرة تشاهد التلفاز العربية
dora meme العربية

كنت أقرأ الكتب والروايات دائمًا باللغة الإنجليزية ، واستمع إلى الموسيقى الإنجليزية ، وأشاهد الأفلام الأجنبية ، وكنت على معرفة بالثقافة الأمريكية أكثر من ثقافتي. مر الوقت و اصبحت في المدرسة الثانوية ، حيث اشعرني الجميع بالخزي لانني اتحدث الإنجليزية مع أصدقائي. من المضحك كيف أطلقوا علينا لقبًا ، كنت أُعرف أنا ومجموعة أصدقائي باسم “الأجانب” ولكن بصراحة لم أكن اهتم لما يقال.

مرّت ثلاث سنوات على هذه الحالة, ثم اصبحت في الجامعة معتقدةً أن كل مشاكلي كانت ورائي ، وأتيحت لي الفرصة للبدء من جديد. ثم اكتشفت أنه كان عليّ أن أدرس مادة “العربية”

الآن قد تعتقد أن هذا أمر سخيف ، لكن نظرًا لماضيّ ، فقد انفصلت عن لغتي الأم ، مرّ وقت كرهت لغتي وألقيت باللوم عليها على مدى ثلاثة أعوام من التنمر اللفظي ، لذا حاولت تجنب أخذ المادة حتى بلغت سنتي الاخيرة وكنت في الفصل الدراسي الأخير ، كان عليّ فقط أن آخذه للتخرج ، ولم يكن لديّ خيار، وكوني ال “senior” الوحيدة   في فئة من الطلاب الجدد ليس ممتعًا على الإطلاق. أخذت الدورة ولم تكن في الحقيقة سيئة كما كنت أتخيل ، لكنني كنت سعيدة لأنها انتهت و ليس علي التعامل مع اللغة العربية بشكل رسمي.

successful meme العربية

ثم حدث شيء كالمعجزة ، في منتصف فترة “internship”  قدمت لي فرصة للعمل على مشروع جديد، لكن كان علي التغلب على حاجز نفسي واحد وهو “اللغة العربية”. المشروع “كلمن” عبارة عن “منصّة تطور المهارات الفكرية و العقلية بالتركيز و الإعتماد على اللغة العربية وعناصر الثقافة العربية من شعر وفنون وحكم وتراث  ” (تستطيع أن ترى أين كانت مشكلتي, ما هي الاحتمالات حقا, فرصة عمل متعلقة باللغة العربية!) ولكن المشروع كان لديه شيء مميز, الشيئ الذي اقنعني للعمل لتطويره هو ابتعاد المشروع عن اساليب التعليم التقليدية المحاضرة و المباشرة و شمل ما توصلت اليه تطورات التنمية العقلية و استعمال “Gamification” على مجال اللغة و الثقافة العربيين. المشروع دمج التطور مع النهج العربي فقررت ان اعطيه فرصة والعمل عليه.

لن اكذب اكيد كنت خائفة من الفشل ، لكنني لم أظهر ذلك ، كنت على استعداد للمحاولة. بدأت التدريبات من خلال الألعاب , لتطوير نفسي من اجل تطوير المشروع , يمكنكم تجربة الالعاب هنا

بدأت في البحث والحفر بشكل أعمق ، ومحاولة الاتصال بثقافتي أكثر، حتى أنني بدأت في إرسال الرسائل النصية إلى أصدقائي باللغة العربية, اكيد ارتكبت الكثير من الأخطاء الاملائية و النحوية ، اخترعت كلمات جديدة في اللغة العربية حتى ولكن لا بأس لأنني كنت أتعلم

والآن انظر إليّ ، لقد قمت بالاتصال بجذوري ووجدت نفسي منغمسة ، اصبحت أكتب بالعربية كثيرًا ، بدأت أستمع إلى الموسيقى العربية ، لكن لم أبدأ بعد في القراءة باللغة العربية (هل لديكم توصيات كتب للقرأة؟).

الآن أكتب بالكامل على المدونات باللغة العربية فاصبحت اواجه مشكلة جديدة  ، ما مدى ازعاج ال alignments في Word Press!!! ؟ أحاول أن أكتب بالعربية ولكني أريد أن ازيد كلمة باللغة الإنجليزية ، وبعدها يتم شقلبة الجملة بأكملها, لماذا؟

please explain meme العربية

ما احاول قوله هو ان ثفافتنا غنية و مثيرة الى الاهتمام مثل الثقافات الاخرى, فهي ليست قديمة انما فريدة من نوعها, فالعلم انتقل من هنا الى العالم

ليس من الخطئ تعلم لغات جديدة و اتقانها لكن ليس على حساب لغتنا الام , و انا سعيدة اني ادركت ذلك قبل فوات الاوان

لذلك اكرس وقتي الآن الى تغيير نظرة العالم لاللغة العربية, وأنا لا أستطيع القيام بذلك دون مساعدتكم. انضموا إليّ وشاركوا قصصكم وتجربتكم مع اللغة العربية!