
عن تاريخ آيا صوفيا:
كونها واحدة من أروع معالم العمارة في تركيا، إن آيا صوفيا (= الحكمة المقدسة) موقع خدم العديد من الوظائف بناءً على الثقافة السائدة في ذلك الوقت. تم بناؤه في القرن السادس من قبل الإمبراطورية البيزنطية في 6 سنوات فقط والذي يعتبر سريعا جدًا إذا أخذنا في الاعتبار أنهم لم يكونوا متقدمين تقنيًا في عام 532، و لا تزال الكنيسة قائمة على الرغم من أنها تضررت جزئيًا في عام 558 بسبب زلزال ضرب اسطنبول.
تقدمًا في الزمن لعام 1453 ، وبعد فتح القسطنطينيّة قام محمد الثاني بتحويل الكنيسة الى مسجد. فأضاف إليها منارة خشبية (من الخارج) ، ثريا ، محرابًا يشير إلى طريق القبلة ، ومنبرًا.

في عام 1935 تم تحويل المسجد إلى متحف من قبل كمال أتاتورك وكان المبنى معروفا كمصدر مهم للمعرفة حول فن الفسيفساء
تعريف:
الفسيفساء، في الفن، زخرفة لسطح مع تصميمات مؤلفة من قطع صغيرة من مواد متقاربة الألوان ، عادة ما تكون مختلفة الألوان مثل الحجر والمعادن والزجاج والبلاط أو الصدف

معظم فن الفسيفساء الموجود في آيا صوفيا لشخصيات دينية كمريم العذراء و المسيح، و كل قطعة فيها معنى مخفي يمثل قيمة ما. فمثلاً فسيفساء الامبراطورة زوي تمثلها متواضعة تحمل مخطوطة تعبر عن التبرعات المقدمة للكنيسة
- ملاحظة : هناك مواقع فسيفساء جميلة في لبنان وسوريا والأردن وهي من التراث الهيليني/البيزنطي/الروماني في هذه المناطق

آيا صوفيا ليست معروفة فقط بفنها ، ولكن أيضًا باستخدام الضوء كعنصر جمالي (بصري) وتكويني (هيكلي) في تخطيط وتصميم المبنى
“… يمكن القول بحق أنها طويلة جدًا وواسعة بشكل غير معتاد … [تكثر] في ضوء الشمس وانعكاسات براقة. في الواقع يمكن للمرء أن يقول أن الإشعاع المتولد في الداخل ، مثل وفرة الضوء التي تغمر هذا الضريح في كل مكان … وكلما دخل المرء للصلاة ، يفهم على الفور أن هذا التصميم تم ليس من خلال أي قوة بشرية أو مهارة ولكن من قبل تأثير الله “.
https://docplayer.net/32885831-Geometry-light-and-cosmology-in-the-church-of-hagia-sophia.html
آيا صوفيا هي أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو وتتبع للمناطق التاريخية في اسطنبول
عن قرار تحويل آيا صوفيا ولماذا اتُخذ :
حصلت مجموعة من التطوّرات السياسيّة والقضائيّة التي أدّت في بداية شهر تموز من عام 2020 إلى الإعلان عن تحويل آيا صوفيا من متحف إلى مسجد من جديد… .

إنّ التحوّلات الإجتماعيّة في منطقة المشرق مثيرة للاهتمام دائما. وقد أثار هذا القرار بالتحويل نقاشا غنيّا على مواقع التواصل الإجتماعي، تتداخل فيه العلاقات الدوليّة والجوانب الإجتماعيّة والدينيّة والسياسيّة والثقافيّة . من نافل القول أنّ مركز اهتمامنا نحن بهذا الموضوع الآن هو من الجانب الثقافي ..
مدهش كيف يمكن لمبنى أن يتحوّل من كنيسة إلى جامع إلى متحف إلى جامع.
نفس المبنى .. هو ذاته ، يتغيّر بتغيّر الحضارة والثقافة التي تحيط به. كأنّه يغيّر ثوبا أو يتقمّص جسدا آخر..
الثقافة قادرة على نفخ الروح في الأبنية الحجريّة العملاقة، وفي اعطاءها روحا ومعنى..
هل القرار بالتحويل هو حقّ سياديّ للدولة التركيّة (ذات الغالبية المسلمة والمؤيّدة لهذه الخطوة) ومؤسّساتها؟ هل هي خطوة جيّدة؟ هل تزعج التعايش في المنطقة وتثير الحساسيّات؟

“مثل جميع مساجدنا ، أبواب آيا صوفيا ستكون مفتوحة للسكان المحليين والأجانب والمسلمين وغير المسلمين”
ما رأي الناس حول هذا الموضوع؟
تفاوتت الآراء حول هذا الموضوع. البعض قال أنّ يوم تدشين مسجد جديد لا يمكن أن يكون يوما حزينا، فيما ردّ آخرون أنّ هذا القرار سيزيد من الانقسام والحساسيّات الدينيّة. لآنّ آيا صوفيا تعتبر مركزا مهمّا للمسيحيّة الأرثوذوكسيّة ، فقد علّق كثر في المشرق العربي (مسيحيّون ومسلمون) معبّرين عن خيبة أملهم من الخطوة.
من الطبيعي أن يرتفع التوتّر عندما يتعلّق الأمر بهويّات دينيّة محدّدة (وهذا جوهر الأمر هنا)، إذ يشعر الناس أنّ هويّاتهم ووجودهم بأكمله مهدّد.. مع الأمل الدائم أن تسود ثقافة التفاهم والتفهّم والتسامح.
فيما يلي بعض الآراء المعبّرة عن جوانب مختلفة من الحوار
إذا نظرنا إلى الامر من جهة أخرى ، سنرى أنّ هذا ليس حديثا فريدا.
كثيرا ما تتغيّر هويّة معالم كبرى مع تغيّر الثقافة الغالبة في منطقتها. تحوّل بعض المساجد في اسبانيا بعد طرد العرب منها ، وبينها مسجد قرطبة الرائع الذي بني بين عامي 784 و 786 وكان معروفًا بأنه أكبر المباني المقدسة في العالم الإسلامي. ومنذ عام 1236 ، تحول المسجد السابق كنيسة وأُضيفة اليه جوقة صليبية
هناك المزيد من الأمثلة في دول مختلفة. نقاش الهويّة والثقافة والغلبة نقاش كبير ومثير للاهتمام.
ما رأيك؟ أين تقف ولماذا؟

آية مالك
من ناحية العدل يجب ان تكون كنيسة، نفس ما ينطبق عليك ينطبق على غيرك، أحسن تكون متحف ليكون هناك مساواة

محمود شرّي
لم استبعد فكرة تحوّل متحف آيا صوفيا الى مسجد فالأغلبية الساحقة في تركيا مسلمين و شجعوا على اتخاذ هذه الخطوة. خوفي يكمن في الحساسيات المذهبية التي قد تنتج جراء هذا القرار، لذلك للمحافظة على التعايش من الأفضل ان يبقى متحف

إبراهيم شحوري
ان الصبغة الأثرية-السياحية التي اضفاها امتداد الزمن على هذا المعلم كجامع للثقافة الاسلامية المسيحية نزعت عنها كل مفهوم تعبدي ديني اياً كان وبالتالي ان نزع هكذا صفة عنها وان كانت قانونية وارجاعها للتخصص العبادي لهو خطأ
كالعادة يمكنم التواصل معنا لكتابة او اقتراح مواضيع ترغبون في القراءة عنها على مواقع التواصل الاجتماعي
Instagram: @klmon_net
Facebook: @klmon.net
المراجع:
https://www.bbc.com/news/world-europe-53366307
https://www.britannica.com/topic/cathedral-Christian-church
https://study.com/academy/lesson/hagia-sophia-interior-mosaics.html